انتحار برائحة القرنفل

قامت بثقل أحمر شفتيها وتجاوبت مع أحد الزبائن الذي كان يحاول استمالتها منذ مدة، بل إنها ذهبت لأبعد من ذلك فقامت باستدراجه إلى مكان عملها الأول بالدور السفلي حيث المخزن، فنادرا ما يوجد أحد به في ذلك الوقت من الساعة. سحبت ذلك الغريب الأربعيني، نحيل الجسم من يديه والذي لم تتكلف عناء معرفة اسمه حتى، نزولا بضع خطوات على درجات السلم التي انتهت بمساحة واسعة تحوي الكثير من الرفوف تحمل زجاجات الخمور و النبيذ مختلفة العمر والجودة، ليحوي بآخره رواق ينتهي بمكتبة ضخمة تسد جدارا بأكمله.

لم يستغرق الرجل من إليشا وقتا لإثارته فهو بالكاد استطاع الانتظار حتى ابتعدوا عن الأنظار، فبدأ في تقبيلها والاندفاع إليها بجسده الذي رغم ضآلته، كان قوى أثره، وما إن بدأت هي في مراوغته والتفنن في إيصاله إلى مجد لذته التي يوشك أن يحصل عليها، دفعته عنها بقوة مبتعدة في رفض واستنكار تاركة إياه غير مدرك لما يحدث.

لماذا استدرجته من البداية إن لم تكن تريد إكمال الأمر، ما الممتع في رؤية رجل أسكرت جسده  بنشوة غير مكتملة؟ ولمّ أصبحت تلك هي لعبتها المفضلة! التي تمارسها مع أحد الغرباء كلما شعرت بالغضب!